أسلم خالد، فتحوّل إيمانه إلى نارٍ تشتعل في قلبه، تحرق أوهام الباطل وتضيء دروب النصر. في مؤتة كان أسدًا يزأر بين صفوف المسلمين، يقبض على لواءٍ كاد أن يسقط، ويرفعه عاليًا حتى عاد بجيشٍ ظنّه الناس هالكًا. ومن يومها، لقّبه النبي بسيف الله المسلول، ليكون اسمه مقرونًا بالنصر، وفعله ترجمانًا للشجاعة والإقدام.
لم تكن ساحات القتال أرضًا غريبةً عليه، بل كانت بيته الذي يعرف كل زاوية فيه، وخيله رفيق دربه الذي لا يخونه. بين العراق والشام، كتب خالد أعظم الملاحم، فكان جيشًا في رجل، وكانت خطاه توقظ الأرض، فتتبعها الانتصارات كما يتبع الصباح خيوط الشمس.
وفي لحظة وداعه، حين ألقى سيفه جانبًا واستلقى على فراش الموت، قال كلماته الخالدة: "ما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء."
رحل خالد، لكن صهيل خيله ما زال يتردد في ذاكرة الزمن، وسيفه المسلول لم يُغمد أبدًا في صفحات التاريخ.
ربط كتاب البطل خالد بن الوليد سيف الله المسئلول ⬇️
كتاب خالد بن الوليد من هنا مجاني